انت اكبر مني سنا و بالطبع أكبر مني مقاما فقد ولدت في أحضانك بعد أن مرت أربعةأشهر و أربعة عشرين يوم على استقلالك الوطني و يمكنني أن أفتخر بأنني خلافا لاغليية مواليد تلك الفترة من القلائل الذين تم ضبط تاريخ ميلادهم في سجلك المدنيحديث النشأة ايام كان الأهالي لا يهتمون بحالتك المدنية . حيث أن شهادة تاريخازديادي تم توقيعها في ظرف أسبوع أو ما يزيد عليه بقليل من طرف أول حاكم موريتانيلدائرة ادرار اعني الأمير عيده الذي حدث الرئيس المختار ولد داداه في مذكراته عنأسباب تعيينه استثنائيا بالنسبة لقاعدة مفادها أن حاكم الدائرة أو الوالي لا يجوز أنيكون من المنحدرين منها...
كان جيل التاسيس حينها يخشى عليك من العصبيات المنافية لهويتك الوطنية و علىوجه الخصوص من التعصب العشائري المناويء لبسط سلطتك و هيبة دولتك لذلك سعىإلى دمج جميع التيارات و على رأسها تيار النهضة الوطنية ( الذي كان اول من طالبباستقلاك ) في بوتقة الحزب الواحد ..
لقد فرضت علينا احادية التفكير السياسي في سنك المبكر ...لكن يمكن القول بل يجبالاعتراف بأنك سعيت جادة إلى تربيتنا في مدرسة جمهورية كانت اعتبارات القبيلة والعشيرة و الفصيلة و الشريحة تقف عند بابها الذي كان بمثابة السد الواقي من سيلالعصبيات البائدة....
في هذا السياق لا أجد العبارات الكفيلة بشكرك لأنني انتمي إلى جيل لا يمكنه ابدا ان يكافؤك على الجهود التي بذلت من اجل تربيته المدنية بغية ترسيخ فكرة المواطنة في الاذهان بعيدا عن النزعات الضيقة للمجتمع الاهلي المنسوجة من حسد أولاد العم وعلى اساس تراتبية وظيفية لم تعد صالحة للزمان و لا للمكان..
لقد تعلمنا بمساعدتك الثمينة كيف نتحرر من الأحكام المسبقة و كيف نتحرر من ثقلالأساطير المعيقة للتقدم و للانعتاق السياسي و الاقتصادي و الثقافي و قد تعلمنا و ذلكهو أهم مكسب كيف نحلم بالحرية الفردية و بالحريات العامة و كيف نناضل معا مناجلها..
بمناسبة عيدك أريدك كما عهدتك في في ايام المدرسة الجميلة ....أريدك جميلة تتعالى بحسنها على قبح الواقع اريدك وطنا يسع جميع الموريتانين بمختلف انتمائاتهمالجهوية و العرقية لا فضل لاحد منهم على الآخر الا بما تحدده معايير العدل و الانصاف.. أريدك دولة يسود فيها منطق القانون ..أريدك ورشة كبرى يعمل فيها الجميع كل حسبكفائته و طاقته أريدك نداءا لا بنائك الذين هاجروا بحثا عن العمل ببلدان أخرى أريدك فضاءا خاليا من الظلم الباطني و الظاهر و من مظاهر البؤس و الفاقة اريدك وطنارؤوفا يعرف كيف يوزع ثرواته على ذويه ..
و بالجملة أريدك حلما لشبابك ..لمستقبلك ..الذي قد لا يرى جمالك و لا الإنجازات التي تحققت في مسيرتك الطويلة ..و ذلك بفعل غيوم مثيرة للتشاؤم تحجب ما تم إنجازهبالماضي في ظروف صعبة ...
و اذ أقف اجلالا لكل من ضحى في سبيلك و انحني اعتذارا لكل من تم ظلمه بسلطتك لاستظل برايتك المرفوعة و بالوانك الوطنية المنشورة بمناسبة الذكرى الواحدة و الستين
لعيد الاستقلال لابارك لك فيه ... راجيا من المولى عز وجل لك الحفظ من كل شر والتقدم البناء لما فبه خير شعبك .. كل عام و انت بخير يا موريتان اعليك امباركالاستقلال.. احبك ..
عبد القادر ولد محمد