في خطابه اليوم افتتاحا للنسخة السادسة والثلاثين للمؤتمر السنوي للتجمع الثقافي الإسلامي قدم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رؤيةً بالغة الوضوح والاستنارة فيما يتعلق بحماية وتحصين الأفكار، وإشاعة قيم التسامح والإخاء، والتصدي الفكري الرصين لدعوات الغلو والتطرف باعتبار الأفكار هيَ صانعة الأفعال.
وقدم حصيلةً مشَرِّفَةً أنجزها فخامتُه لصالح الشعب والدولة، ضمانا لتحصين المجتمع وحماية سكينتِه وأمنه الروحي، وضمان إشاعة الود والتراحم بين كل مكونات هذا الشعب العظيم، بالعمل الدؤوب على صقل الموروث من الصور النمطية الزائفة التي لا تقبلها مبادئ الشرع ولا قيم الإنصاف.
وكان من اللافتِ تركيزه على محوريةِ دور العلماء في مد جسور المحبة والود والتسامح والتعايش، ونسفِ أفكار الزيغ والقطيعة والخصام.
وقدم إنجازاتٍ ملموسةً لصالح الهوية الحضارية والعلمية للبلد، مثل إنجاز دار المصحف الشريف، التي تُشرف عليها لجنة علمية من أكابر علماء المقرإ والرسم، تقوم بمراقبة كل المصاحف الواردة إلى البلاد، ومنع دخول المصاحف التي لا تسجيب للمعايير العلمية، كما تشرف الآن على كتابة مصحف خاص بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.
بالإضافة إلى إنشاء جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية، التي ردت الاعتبار للإرث العلمي للبلاد، وكشفت عن نخبة من الشباب العلماء الكبار الذين يشكلون رصيدا استراتيجيا للأمة في مقاومة الزيغ والتطرف بالعلم الرصين، وأحيت التنافسَ في ميدانٍ كاد يَذْبُلُ عطاؤه الثري، وكان ذلك تماشيا مع رفع سقف المحاظر النموذجية والمدعومة بشكل ظل يتصاعد على نحو غير مسبوق، وإطلاق المحظرة الشنقيطية الكبرى.
هذا إضافة إلى أهم مسابقة في تاريخ الدولة تنظم لاكتتاب الأئمة والمؤذنين معا.
وهي إنجازات ضمن أخرى كثيرة في هذا السياق أنجزها فخامته في عهد قصير، ولم تحدَّ من همته في أدائها الظروفُ الضاغطة التي خضعت لها البلاد ضمن العالم طيلة سنتين من هذه المأمورية، وهذا ما يعني أننا بفعل منطق الواقع والتجربة، لم نُغالِ حين استبشرنا خيرا بتولي فخامته لقيادة البلد، وأمّلْنا آمالا كبيرةً في تحصين الأفكار والقيم والرصيد المعرفي، فهاهي الإنجازات تترى، وقابل الأيام يحمل معه الكثير من البشائر بحول الله.
#المساء